يبحث المنتخب الجزائري، أحد الممثلين الستة للقارة السمراء في نهائيات كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA الصيف المقبل، عن بطاقته إلى ربع النهائي عندما يلاقي أنجولا المضيفة اليوم على ملعب "11 نوفمبر/تشرين الثاني" في الجولة الثالثة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى لكأس الأمم الأفريقية أنجولا 2010.
ويحتاج المنتخب الجزائري إلى نقاط المباراة كاملة لضمان تأهله الى الدور المقبل بغض النظر عن نتيجة المباراة الثانية بين مالي ومالاوي، بيد أن التعادل قد يكفيه لمواصلة مشواره في العرس القاري والسعي الى الظفر بلقبه للمرة الثانية في تاريخه بعد الأولى على أرضه عام 1990، ولكن شرط أن تفوز مالي على مالاوي.
وتملك الجزائر ثلاث نقاط من فوزها على مالي في الجولة الثانية بعد الخسارة أمام مالاوي 3-0 في الجولة الأولى، والأخيرة تتفوق عليها في المركز الثاني بفارق المواجهات المباشرة، فيما تحتل أنجولا الصدارة برصيد أربع نقاط مقابل نقطة واحدة لمالي.
وتبقى حظوظ المنتخبات الأربعة قائمة لحجز بطاقتي المجموعة الى الدور المقبل، بيد أن طموحات كل منها يختلف عن الآخر أقلها المنتخب المضيف الساعي إلى تحقيق الفوز لضمان التأهل للمرة الثانية على التوالي في تاريخه الى ربع النهائي، وكذلك صدارة المجموعة والبقاء في لواندا وتفادي السفر الى كابيندا. وقد يكفي أنجولا التعادل للبقاء في العاصمة، لكن شرط تعادل مالي ومالاوي.
وستكون مهمة الجزائر صعبة أمام أصحاب الأرض وجماهيرهم الغفيرة التي تحج الى الملعب وتملأ المدرجات عن آخرها، وفي مقدمهم الرئيس الأنجولي جوزيه إدواردو دوس سانتوس المساند الأول لمنتخب بلاده.
واستعد المنتخب الجزائري جيداً للمباراة وحرص مدربه رابح سعدان على إبعاد لاعبيه عن الضغوط الخارجية حتى عن وسائل الإعلام المحلية والأجنبية من خلال الحصص التدريبية المغلقة وإلغاء المؤتمرات الصحافية، ما أدى الى خلاف كبير بين المدرب ووسائل الإعلام الجزائرية.
ويملك المنتخب الجزائري أسلحة فتاكة للفوز على أنجولا، خصوصاً في خطي الوسط والهجوم بوجود صانع الألعاب كريم زياني ويزيد منصوري وحسن يبدا وعبدالقادر غزال، بيد أن صفوفه ستشهد غياب أحد أبرز لاعبيه للمباراة الثالثة على التوالي وهو نجم لاتسيو الايطالي مراد مغني، الذي لم يتعاف من الاصابة الى جانب مدافع بوخوم الألماني عنتر يحيى صاحب هدف الفوز القاتل في مرمى مصر في المباراة الفاصلة المؤهلة الى كأس العالم FIFA، كما يغيب ياسين بزاز بسبب إصابة في ركبته اليمنى في المباراة الأخيرة أمام مالي ورفيق صايفي لإصابة في كاحل قدمه.
وأكد سعدان في تصريحات للإذاعة الجزائرية أن لاعبيه مستعدون لمواجهة أنجولا، وقال: "المباراة صعبة جداً وحاسمة من أجل التأهل، ولكننا مستعدون لها جيداً وسنبذل كل ما في وسعنا من أجل بلوغ الدور الثاني."
وتكتسي لقاءات المنتخبين الجزائري والأنجولي ندية وإثارة دائماً، ففي ثماني مباريات جمعت بينهما حتى الآن كان الفوز من نصيب الجزائر مرتين وبصعوبة بنتيجة واحدة 3-2 وردت أنجولا مرة واحدة وبصعوبة أيضاً 2-1 فيما انتهت المباريات الخمس الاخرى بالتعادل.
ويعول المنتخب الأنجولي كثيراً على جماهيره ومعنوياته العالية بعد أدائه الرائع في المباراتين الأوليين، وإن كان تلقى ضربة موجعة بتعادله مع مالي 4-4 بعدما تقدم برباعية نظيفة.
ويندفع المنتخب الأنجولي بقيادة مدربه البرتغالي مانويل جوزيه الى الهجوم منذ البداية ويقدم اداء هجومياً لافتاً ويخلق مهاجموه مشكلات عدة الى خطوط الدفاع، خصوصاً فلافيو أمادو هداف النسخة الحالية حتى الآن برصيد ثلاثة أهداف ومانوتشو ودجالما ومابينا وجيلبرتو، بيد أنه سيحرم من خدمات ديدي بسبب الإصابة، فيما يحوم الشك حول فلافيو للسبب ذاته. إلا أن جوزيه يملك مهاجمين رائعين بإمكانهم سد ثغرة غياب فلافيو، خصوصاً مهاجم بنفيكا البرتغالي مانتوراس.